إتسع الأمر وتطور وتنافست شركات التكنلوجيا العالمية بكل وسيلة لتحديد أماكن المستخدمين ومعرفة إهتماماتهم وأماكن تواجدهم، فأدخلوا تقنيات تحديد الموقع الجغرافي بكل جهاز وبكل تقنية، تارة بإسم تحسين مستوى الخدمة وتارة بإسم الكشف عن جهازك الضائع وتارة بإسم معرفة إهتمامتك وتارة بإسم خدمات الطقس والجو وتارة بإسم خدمات كشف الإزدحام، وكلها وإن كانت مفيدة للمستخدم، لكنها ليست مجانية كما تتصور، فأنت السلعة التي بواسطتها يجمعون كل تحركاتك وأماكنك التي تذهب إليها بالحل والترحال.
فتخضع لمراقبة دقيقة لسنوات عديدة، تنساها ولا ينسوها، وتصبح بالنسبة لك ذكريات وبالنسبة لهم معلومات، لا قيمة لها عندك وقيمتها عظيمة عندهم، تخزن عندهم لسنوات في مراكز المعلومات الضخمة، يتاجرون فيها ويبيعونها ويشاركونها مع من تحب ومن تبغض، خطة مدروسة وجشع مستمر وتحكم دائم، يستغلون حسن ظن الناس البسطاء بهم ليجمعوا أكبر عدد من المعلومات عنهم، ثم تجد نفسك على موائد الشركات الكبيرة في سوق سوداء مليء بأجهزة الأمن والإستخبارات مثل NSA وشركات الدعاية والإعلان وشركات تحليل السلوك وغير ذلك.
والكثير من الناس يعتقدون أن خدمات تحديد الأماكن أصبحت مقتصرة على الأجهزة التي تحتوي على الـ GPS وعند تعطيلها سيتم التوقف عن تحديد موقعك، ورغم وجود شرائح الـ GPS في الهواتف مثل الـ iPhone و Android كما أصبحت في السيارات الحديثة والكاميرات الإحترافية والنصف إحترافية أيضاً، إلا أن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، بل هناك تقنيات عديدة لتحديد أماكن المستخدمين مثل الـ A-GPS و GPS Ping و Ping SMS وإشارات الأبراج و شبكات الوايرلس العامة وأجهزة التوجيه التي تسمى Routers وغيرها، لم تعد كافية للقوم، ولايزال هناك بعض الناس يستطيعون تفاديها ؟ فماذا يفعلون .. هنا نبدأ